ابتسام : خبر بمليون دعوة ....
كريمة : خير ان شاء الله ...قولي ...
ابتسام : مستحيل ههههههههه
كريمة : حرام عليك اختي ..
ابتسام : حسنا اليوم دوري في الطبخ و اقتناء الخبز ,,,و تحضير الشاي ..
كريمة : فهمت يا طماعة ..اتركيها علي ...
ابتسام : ـ تتعاقل ـ لا لا أنا لست طماعة حبيبتي ، أنا فقط أستفيد من الخبر
كريمة : ههههه هيا تكلمي .
ابتسام : أخبرني أخي أنه استدعى كمال ليناقشه في أم مهم ...
كريمة : يا إلاهي ؟؟؟ خيرا ان شاء الله
ابتسام : أخي مثل أخيك ..و ليس غريبا أن ينوب عن أبيك و إخوتك في حمايتك
و لا تنسي أننا جيران و أبناء بلدة واحدة ..و لابد أن يقيم لك شأنا عند هذا
السيد كمال.
كريمة : ـ حزينة ـ ترى ماذا يقول عني أخوك و ما هي نظرة باقي الطلبة إلي ؟؟
ابتسام : في البداية انزعجَ منك بشدة و صمم على الاتصال بوالدك و لكن أقنعته
بالتأني و البحث عن كمال و في محيطه لعله يظفر بما يطمئن ،، و الحمد
أن فارسك ابن هذه المدينة ، لذلك سهُلت رحلة التحقيق و التفتيش على
أخي و زملائه.
كريمة : و ما الجديد ؟؟
ابتسام : كمال موظف في القطاع الحكومي ..
كريمة : قديمة أعرفها ...
ابتسام : وحيد أمه و أبيه و أخته متزوجة في مدينة أخرى ...و لديهم بيت جميل
و مستواهم الاقتصادي مستحسن يعني والده بخير و لله الحمد ماديا ،
كريمة : الحمد لله يعني ليس كاذبا ...
ابتسام : أبوه من النوع الذي لا يعيش إلا بفرض السلطة ...
كريمة : لا يعنيني هذا ....
ابتسام : أمه تزور عائلتها في العيدين فقط منذ أن تزوجت ،، يعني لا نزه و لا أسواق
كريمة : سبحان الله ..بقايا الجيل القديم ...
ابتسام : هههههه أتخيلك كنة هذا الرجل ،، و أتخيله يخاطبك بجدية :
اللي يمشي على حماتك يمشي عليك ...
كريمة : يا لطيف سأموت عندها ...
ابتسام : على كل اعتبري ليلتنا هذه بيضاء في انتظار نتائج المقابلة..
كريمة : هههههه كرة قدم ...
ابتسام : و من قال ربما تحولت إلى مصارعة حرة ...
كريمة : ههههههههههههههههههه
ابتسام : الان تضحكين ..آآآآه منك
كريمة :ـ بخجل ـ هيا نعود إلى الحي ...
ابتسام : هيا ....
لكم أن تتخيلوا شعور كريمة طوال اليوم
في النهاية هي بشر
و القلب سلطان و الحب بَهْدَلَة على قول المصريين ، لهذا قالت في نفسها :
{ الزواج حصن منيع ،عن الوقوع فيما يغضب الله ،يعني الواحد يحب حبيبه في
ظل الشرع و ياخذ الأجر أيضا و النبي -صلى الله عليه وسلم- قال :
<< لم ير للمتحابين مثل النكاح>>
صلى الله عليك يا سيدي يا رسول الله ، ما أرحمك بأمتك
و ما هي إلا دقائق حتى غَفَت ، و رأت نفسها عروسا تزف إلى كمال في جو
مفرح و بهيج وسط زغاريد أمها .....لكن سرعان ما انتهى الحلم عندما دخلت ابتسام
و أغلقت الباب بقوة ..
كريمة : حرام عليك ...
ابتسام : ما بكِ ؟
كريمة : أيقظتني من حلم جميل ...لكن بصراحة لم يعجبني جلباب كمال
ابتسام : بسم الله عليك أختي ... أي جلباب ...
كريمة : رأيتني عروسا و كمال شديد الفرح بزواجنا ...
ابتسام : يا فرحتي ,,, فتنك لهذه الدرجة ...هيا نأكل أنا جائعة ..
كريمة : بسم الله .
ابراهيم : هدوء يا شباب ....هدوء ...نحن نتناقش و لا نتحارب ...
كمال :منزعج ....سأغادر ....
ابراهيم : إلى أين ؟
كمال : أصدقاؤك يعاملونني بفظاظة ..
ابراهيم :صبرا حتى نتم الموضوع ان شاء الله ..
كمال : أتيتُ على أساس النقاش و ليس التحقيق و الاتهام ..
سعد : اجلس و تكلم بجدية ماذا تريد من الفتاة ..و لا تراوغ هكذا ...
كمال : حسنا أنا قلت ما عندي و بكل صدق ...
ابراهيم : أليس هناك حل آخر ؟؟
كمال : لا .
سعد : ألا ترى أنك تبالغ بخوفك هكذا من أبيك ؟؟
كمال :إنه أبي يا رجل !!!
سعد : أنا أيضا عندي أب و احترمه و أقدره و لا أرفع كلمة فوق قراراته
و لكن لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ...و أنت و لله الحمد
تستطيع الباءة و كل الشروط متوفرة فيك ، فلماذا يحرمك والدك
من الزواج ..؟
ابراهيم : على رسلك يا سعد ،،، يكفي أنه صادق فيما يقول ، و والده
على خطأ و لكن في النهاية هو أبوه .
سعد : و الله لولا أني طالب و فقير لما تركتُها لك ....
كمال : ـ انقض على سعد ـ ماذا تقول يا هذا أليس من الوقاحة أن تقول هذا ؟؟
ابراهيم : ـ يتدخل ـ كفى يا شباب كفى ,, اتقوا الله ما هذا المستوى ؟؟!
سعد : لا تستحقها أبدا ..
كمال : سيكون لي كلام آخر معك إن شاء الله ...
سعد : أخفتني ..هيا أمسكوني سأموت من الخوف ...
ابراهيم : ـ بعصبية ـ سعد ...
سعد : ـ خرج ـ سأترك لكم هذا الحي .
ابراهيم : اعتذر يا كمال ..
كمال : متى ستذهب إلى بلدتك ؟؟
ابراهيم : في نهاية الاسبوع ان شاء الله .
كمال : حسنا أظنه الوقت المناسب لخطبتها ..و ستكون معي هل اتفقنا ؟
ابراهيم : و والدك ؟
كمال : سأضعه أمام الأمر الواقع ,, و لا أظنه يمنعني من الزواج بعد الخطبة
لأنه رجل يحترم الوعود ...المهم ألا يرفضني والد كريمة .
ابراهيم : حسنا سأُمَهّد الامر مع إخوتها و والدها ، و أنت تتكلف بالباقي ..
كمال : إن شاء الله ....
ابراهيم : لكل منا أخت و ما لا نحبه لأخواتنا لا نرضاه كذلك لغير أخواتنا
فكُن رجلا في المستوى ، و نهاية الاسبوع اختبار لك إن شاء الله .
كمال : ـ مد يده للمصافحة ـ على بركة الله.
أفلح سعد في الخطة تماما كما رسمها ابراهيم ، و عرفوا أن الغيرة
ذراع كمال التي تؤلمه و منها أمسكوه ليعجل بالخطبة و بذلك ينتهي
سيناريو مقابلات المكتبة و الرسائل النصية التي حتى إن برِئَت من
فعل الحرام فهي حرام ..
موقف ابراهيم و سعد و البقية ليس خيالا أو خرافة ، بل هو حقيقة
ستظل كريمة تقدرها إلى يوم القيامة ، و كيف تنسى فضل مجموعة
من الشباب جمعهم الدين و الحب في الله ، كرِهوا السكوت عن منكر
دون النهي عنه بكل وسيلة ...
بل قاموا بدور الأب و الأخ و تقصوا عن أمر هذا الرجل الذي يريدها
شريكة عمره ، و هذا ما يجب أن يفعله كل مسؤول عن رعيته ،
بدل أن يرميها و كأنها عبئ ثقيل على كاهله ، يرتاح منه دون
ما بحث أو سؤال
كريمة : ـ فرحةـ الحمد لله,, الحمد لله ...
ابتسام : أبشري غاليتي لم يبق إلا أيام ..
كريمة : ماذا سأفعل الان ؟؟ هل أقولها لأمي ؟
ابتسام : طبعا ..حتى تستعد جيدا إن شاء الله ...
كريمة : جزاكم الله خيرا اختي جزاكم الله خيرا ، لن أنسى معروفكم ..
ابتسام : سامحك الله ..أي معروف أنت أختنا ,,,و المفروض أن كل مسلم
يكون حريص على أخوه المسلم و أخته المسلمة ،،الله تعالى يقول :
< و تعاونوا على البر و التقوى و لا تعاونوا على الاثم و العدوان >
كريمة : ـ تبكي و تحضن صديقتها ـ ......جزاكم الله خيرا .
ابتسام : اسمعيني الان , أولا يجب أن تستخيري الله في هذه الخطوة الكبيرة ،
ثم تفكري مليا في شروطك و طلباتك حتى تكونا على بينة من أمركما
و لا تتهما بعضكما بعد الزواج بالتفريط و كذا ....
كريمة : نعم أختي الحبيبة و هو كذلك إن شاء الله ...
ابتسام : أسأل الله أن يكتب لك ما فيه خير لكِ في دينك و دنياك ..
كريمة : اللهم آمين و أنت كذلك ...ـ قاطعتها ابتسام ـ
ابتسام : ادعي لامي بالشفاء هذا ما اريده فقط أخيتي ..
كريمة : ـ باستغراب ـ إن شاء الله ما بك أختي ؟
ابتسام : قد تتركينني عما قريب ...
كريمة : لا سأشترط عليه السماح لي بإكمال الدراسة و نيل الاجازة بل و الدكتوراه
إن شاء الله ...
ابتسام : ههههههه بشوية عليك ,,, لا تكثري أحلام و أوهام
كريمة : هذا شرطي و إن أبى فلكل منا طريق ...و لكني متاكدة أنه سيقبل
ان شاء الله ..
ابتسام : الله يكتب لك ما فيه خير ..
كريمة : بسومتي و أنت كيف هي مواصفات فارس أحلامك ؟؟
ابتسام : هههههه أنا هههههه لا أدري و لكن لابد أن يكون طويلا و ضخم الجثة
كريمة : و لماذا ؟؟
ابتسام : لا أدري و لا يهم فأنا أصلا لا أريد الزواج الان و لن أكرر خطأ أختي الكبرى
كريمة : و هل الزواج خطأ ؟
ابتسام : لا و لكن هي تعجلت كثيرا حتى تركت أمنا لوحدها في البيت
و نحن مضطرون للدراسة طبعا ...كان بودي أن تنتظر تخرجنا و بعدها
فلتتزوج ،، لكن لا أنكر أن زوجها طيب و يسمح لها بزيارة أمي يوميا
خاصة أنهما سكنا بقربها .
كريمة : مهما طالت بك الأيام ستجدين نفسك ملكة على عرش بيتك
ابتسام : ليس قبل أن نشتغل أنا و ابراهيم و نريح أمي من العمل إن شاء الله ..
كريمة : ألا يكفي ابراهيم ؟؟
ابتسام : ـ بحزن ـ عليه ضغط شديد ...مسؤول عني هنا ، و قلبه مع أمي في البلدة ،
و طموحه شديد في الدراسة ... و يجب أن أكون سندا له
كريمة : أعانه الله ..
ابتسام : أخي المسكين قطع على نفسه وعدا ألا يتزوج إلا بعد أن يُزَوجني
و تجلس أمي في البيت لترتاح ...إنه فعلا أبي الصغير ،، عوضني عن حنان
أبي رحمه الله ،،، و في كل مرة يدللني و يناديني : بسمتي ..
كريمة : أنا على عكسك إخوتي يعاملونني بقسوة ،، لكن على الأقل أبي يصدهم
عني بعض الشيء ...
ابتسام : الأب نعمة يا صديقتي ..و يكفي أنه أوسط أبواب الجنة .. ـ دموع ـ رحمك الله يا أبي الحبيب..
كريمة : اللهم آمين ...تفضلي ـ كوب ماء ـ و لا تنسيه أبدا من دعواتك .
اابتسام : ـ تجفف دموعها ـ أجل ..هيا هيا يجب أن نفرح الآن ...و نتهيأ لزواجك
إن شاء الله.
و هكذا يكون كمال قد بدأ فعلا في خطواته نحو الحلال ، فكيف سيكون استقبال
أسرة كريمة له ؟
و كيف سيتعاملون مع رفض والده لمبدأ زواجه حتى سن 35 ؟
أحداث كثيرة بانتظارنا فكونوا بالقرب إن شاء الله.
يتبع إن شاء الله