خربشات وقصف جبهات: يناير 2015

الجمعة، 30 يناير 2015

الفصل الثالث


ابتسام : خبر بمليون دعوة ....

كريمة : خير ان شاء الله ...قولي ...

ابتسام : مستحيل ههههههههه

كريمة : حرام عليك اختي ..

ابتسام : حسنا اليوم دوري في الطبخ و اقتناء الخبز ,,,و تحضير الشاي ..

كريمة : فهمت يا طماعة ..اتركيها علي ...

ابتسام : ـ تتعاقل ـ لا لا أنا لست طماعة حبيبتي ، أنا فقط أستفيد من الخبر 

كريمة : ههههه هيا تكلمي .

ابتسام : أخبرني أخي أنه استدعى كمال ليناقشه في أم مهم ...

كريمة : يا إلاهي ؟؟؟ خيرا ان شاء الله 

ابتسام : أخي مثل أخيك ..و ليس غريبا أن ينوب عن أبيك و إخوتك في حمايتك 

و لا تنسي أننا جيران و أبناء بلدة واحدة ..و لابد أن يقيم لك شأنا عند هذا 

السيد كمال.

كريمة : ـ حزينة ـ ترى ماذا يقول عني أخوك و ما هي نظرة باقي الطلبة إلي ؟؟

ابتسام : في البداية انزعجَ منك بشدة و صمم على الاتصال بوالدك و لكن أقنعته 

بالتأني و البحث عن كمال و في محيطه لعله يظفر بما يطمئن ،، و الحمد 

أن فارسك ابن هذه المدينة ، لذلك سهُلت رحلة التحقيق و التفتيش على 

أخي و زملائه.

كريمة : و ما الجديد ؟؟

ابتسام : كمال موظف في القطاع الحكومي ..

كريمة : قديمة أعرفها ...

ابتسام : وحيد أمه و أبيه و أخته متزوجة في مدينة أخرى ...و لديهم بيت جميل 

و مستواهم الاقتصادي مستحسن يعني والده بخير و لله الحمد ماديا ،

كريمة : الحمد لله يعني ليس كاذبا ...

ابتسام : أبوه من النوع الذي لا يعيش إلا بفرض السلطة ...

كريمة : لا يعنيني هذا ....

ابتسام : أمه تزور عائلتها في العيدين فقط منذ أن تزوجت ،، يعني لا نزه و لا أسواق 

كريمة : سبحان الله ..بقايا الجيل القديم ...

ابتسام : هههههه أتخيلك كنة هذا الرجل ،، و أتخيله يخاطبك بجدية :

اللي يمشي على حماتك يمشي عليك ...

كريمة : يا لطيف سأموت عندها ...

ابتسام : على كل اعتبري ليلتنا هذه بيضاء في انتظار نتائج المقابلة..

كريمة : هههههه كرة قدم ...

ابتسام : و من قال ربما تحولت إلى مصارعة حرة ...

كريمة : ههههههههههههههههههه

ابتسام : الان تضحكين ..آآآآه منك 

كريمة :ـ بخجل ـ  هيا نعود إلى الحي ...

ابتسام : هيا ....

لكم أن تتخيلوا شعور كريمة طوال اليوم

في النهاية هي بشر 

و القلب سلطان و الحب بَهْدَلَة على قول المصريين ، لهذا قالت في نفسها :

{ الزواج حصن منيع ،عن الوقوع فيما يغضب الله ،يعني الواحد يحب حبيبه في 

ظل الشرع و ياخذ الأجر أيضا و النبي -صلى الله عليه وسلم- قال :

<< لم ير للمتحابين مثل النكاح>> 

صلى الله عليك يا سيدي يا رسول الله ، ما أرحمك بأمتك 

و ما هي إلا دقائق حتى غَفَت ، و رأت نفسها عروسا تزف إلى كمال في جو 

مفرح و بهيج وسط زغاريد أمها .....لكن سرعان ما انتهى الحلم عندما دخلت ابتسام 

و أغلقت الباب بقوة ..

كريمة : حرام عليك ...

ابتسام : ما بكِ ؟

كريمة : أيقظتني من حلم جميل ...لكن بصراحة لم يعجبني جلباب كمال 

ابتسام : بسم الله عليك أختي ... أي جلباب ...

كريمة : رأيتني عروسا و كمال شديد الفرح بزواجنا ...

ابتسام : يا فرحتي ,,, فتنك لهذه الدرجة ...هيا نأكل أنا جائعة ..

كريمة : بسم الله .

ابراهيم : هدوء يا شباب ....هدوء ...نحن نتناقش و لا نتحارب ...

كمال :منزعج ....سأغادر ....

ابراهيم : إلى أين ؟

كمال : أصدقاؤك يعاملونني بفظاظة ..

ابراهيم :صبرا حتى نتم الموضوع ان شاء الله ..

كمال : أتيتُ على أساس النقاش و ليس التحقيق و الاتهام ..

سعد : اجلس و تكلم بجدية ماذا تريد من الفتاة ..و لا تراوغ هكذا ...

كمال : حسنا أنا قلت ما عندي و بكل صدق ...

ابراهيم : أليس هناك حل آخر ؟؟

كمال : لا .

سعد : ألا ترى أنك تبالغ بخوفك هكذا من أبيك ؟؟ 

كمال :إنه أبي يا رجل !!! 

سعد : أنا أيضا عندي أب و احترمه و أقدره و لا أرفع كلمة فوق قراراته 

و لكن لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ...و أنت و لله الحمد 

تستطيع الباءة و كل الشروط متوفرة فيك ، فلماذا يحرمك والدك 

من الزواج ..؟

ابراهيم : على رسلك يا سعد ،،، يكفي أنه صادق فيما يقول ، و والده 

على خطأ و لكن في النهاية هو أبوه .

سعد : و الله لولا أني طالب و فقير لما تركتُها لك ....

كمال : ـ انقض على سعد ـ ماذا تقول يا هذا أليس من الوقاحة أن تقول هذا ؟؟

ابراهيم : ـ يتدخل ـ كفى يا شباب كفى ,, اتقوا الله ما هذا المستوى ؟؟!

سعد : لا تستحقها أبدا ..

كمال : سيكون لي كلام آخر معك إن شاء الله ...

سعد : أخفتني ..هيا أمسكوني سأموت من الخوف ...

ابراهيم : ـ بعصبية ـ سعد ...

سعد : ـ خرج ـ سأترك لكم هذا الحي .

ابراهيم : اعتذر يا كمال ..

كمال : متى ستذهب إلى بلدتك ؟؟

ابراهيم : في نهاية الاسبوع ان شاء الله .

كمال : حسنا أظنه الوقت المناسب لخطبتها ..و ستكون معي هل اتفقنا ؟

ابراهيم : و والدك ؟

كمال : سأضعه أمام الأمر الواقع ,, و لا أظنه يمنعني من الزواج بعد الخطبة 

لأنه رجل يحترم الوعود ...المهم ألا يرفضني والد كريمة .

ابراهيم : حسنا سأُمَهّد الامر مع إخوتها و والدها ، و أنت تتكلف بالباقي ..

كمال : إن شاء الله ....

ابراهيم : لكل منا أخت و ما لا نحبه لأخواتنا لا نرضاه كذلك لغير أخواتنا 

فكُن رجلا في المستوى ، و نهاية الاسبوع اختبار لك إن شاء الله .

كمال : ـ مد يده للمصافحة ـ على بركة الله.

أفلح سعد في الخطة تماما كما رسمها ابراهيم ، و عرفوا أن الغيرة 

ذراع كمال التي تؤلمه و منها أمسكوه ليعجل بالخطبة و بذلك ينتهي 

سيناريو مقابلات المكتبة و الرسائل النصية التي حتى إن برِئَت من

فعل الحرام فهي حرام ..

موقف ابراهيم و سعد و البقية ليس خيالا أو خرافة ، بل هو حقيقة 

ستظل كريمة تقدرها إلى يوم القيامة ، و كيف تنسى فضل مجموعة 

من الشباب جمعهم الدين و الحب في الله ، كرِهوا السكوت عن منكر 

دون النهي عنه بكل وسيلة ...

بل قاموا بدور الأب و الأخ و تقصوا عن أمر هذا الرجل الذي يريدها 

شريكة عمره ، و هذا ما يجب أن يفعله كل مسؤول عن رعيته ، 

بدل أن يرميها و كأنها عبئ ثقيل على كاهله ، يرتاح منه دون 

ما بحث أو سؤال 

كريمة : ـ فرحةـ الحمد لله,, الحمد لله ...

ابتسام : أبشري غاليتي لم يبق إلا أيام ..

كريمة : ماذا سأفعل الان ؟؟ هل أقولها لأمي ؟

ابتسام : طبعا ..حتى تستعد جيدا إن شاء الله ...

كريمة : جزاكم الله خيرا اختي جزاكم الله خيرا ، لن أنسى معروفكم ..

ابتسام : سامحك الله ..أي معروف أنت أختنا ,,,و المفروض أن كل مسلم

يكون حريص على أخوه المسلم و أخته المسلمة ،،الله تعالى يقول : 

< و تعاونوا على البر و التقوى و لا تعاونوا على الاثم و العدوان > 

كريمة : ـ تبكي و تحضن صديقتها ـ ......جزاكم الله خيرا .

ابتسام : اسمعيني الان , أولا يجب أن تستخيري الله في هذه الخطوة الكبيرة ، 

ثم تفكري مليا في شروطك و طلباتك حتى تكونا على بينة من أمركما 

و لا تتهما بعضكما بعد الزواج بالتفريط و كذا ....

كريمة : نعم أختي الحبيبة و هو كذلك إن شاء الله ...

ابتسام : أسأل الله أن يكتب لك ما فيه خير لكِ في دينك و دنياك ..

كريمة : اللهم آمين و أنت كذلك ...ـ قاطعتها ابتسام ـ 

ابتسام : ادعي لامي بالشفاء هذا ما اريده فقط أخيتي ..

كريمة : ـ باستغراب ـ إن شاء الله ما بك أختي ؟

ابتسام : قد تتركينني عما قريب ...

كريمة : لا سأشترط عليه السماح لي بإكمال الدراسة و نيل الاجازة بل و الدكتوراه 

إن شاء الله ...

ابتسام : ههههههه بشوية عليك ,,, لا تكثري أحلام و أوهام 

كريمة : هذا شرطي و إن أبى فلكل منا طريق ...و لكني متاكدة أنه سيقبل 

ان شاء الله ..

ابتسام : الله يكتب لك ما فيه خير ..

كريمة : بسومتي و أنت كيف هي مواصفات فارس أحلامك ؟؟

ابتسام : هههههه أنا هههههه لا أدري و لكن لابد أن يكون طويلا و ضخم الجثة

كريمة : و لماذا ؟؟

ابتسام : لا أدري و لا يهم فأنا أصلا لا أريد الزواج الان و لن أكرر خطأ أختي الكبرى 

كريمة : و هل الزواج خطأ ؟

ابتسام : لا و لكن هي تعجلت كثيرا حتى تركت أمنا لوحدها في البيت

و نحن مضطرون للدراسة طبعا ...كان بودي أن تنتظر تخرجنا و بعدها 

فلتتزوج ،، لكن لا أنكر أن زوجها طيب و يسمح لها بزيارة أمي يوميا 

خاصة أنهما سكنا بقربها .

كريمة : مهما طالت بك الأيام ستجدين نفسك ملكة على عرش بيتك 

ابتسام : ليس قبل أن نشتغل أنا و ابراهيم و نريح أمي من العمل إن شاء الله ..

كريمة : ألا يكفي ابراهيم ؟؟

ابتسام : ـ بحزن ـ عليه ضغط شديد ...مسؤول عني هنا ، و قلبه مع أمي في البلدة ، 

و طموحه شديد في الدراسة ... و يجب أن أكون سندا له 

كريمة : أعانه الله ..

ابتسام : أخي المسكين قطع على نفسه وعدا ألا يتزوج إلا بعد أن يُزَوجني 

و تجلس أمي في البيت لترتاح ...إنه فعلا أبي الصغير ،، عوضني عن حنان 

أبي رحمه الله ،،، و في كل مرة يدللني و يناديني : بسمتي ..

كريمة : أنا على عكسك إخوتي يعاملونني بقسوة ،، لكن على الأقل أبي يصدهم 

عني بعض الشيء ...

ابتسام : الأب نعمة يا صديقتي ..و يكفي أنه أوسط أبواب الجنة .. ـ دموع ـ رحمك الله يا أبي الحبيب..

كريمة : اللهم آمين ...تفضلي ـ كوب ماء ـ و لا تنسيه أبدا من دعواتك .

اابتسام : ـ تجفف دموعها ـ أجل ..هيا هيا يجب أن نفرح الآن ...و نتهيأ لزواجك 

إن شاء الله.

و هكذا يكون كمال قد بدأ فعلا في خطواته نحو الحلال ، فكيف سيكون استقبال 

أسرة كريمة له ؟ 

و كيف سيتعاملون مع رفض والده لمبدأ زواجه حتى سن 35 ؟

أحداث كثيرة بانتظارنا فكونوا بالقرب إن شاء الله.


يتبع إن شاء الله

الأربعاء، 28 يناير 2015

الفصل الثاني




ابتسام : استيقظي يا عروس ههههه

كريمة : ـ تفرك عينيها و تتفوه ـ ماذا هناك ؟؟

ابتسام : لا شيء سوى أن الفجر يؤذن ...

كريمة : آه ..حسنا شكرا لك اختي الحبيبة ..

ابتسام : لا عليك .... هيا توضئي لنصلي معا ..

كريمة : إن شاء الله ...

صليتا و قرأتا ما تيسر من الذكر الحكيم , و ما إن أنهيتا حتى جلست ابتسام تحدق 

في كريمة ....

كريمة : مابك ؟

ابتسام : ما بك أنتِ ...؟ قبل أن نأتي إلى هذه المدينة كنت أستمتع و أنا أستمع 

إلى تجويدك للقرآن ,,, و الان ...

كريمة : يكفي رجاء ..سنحل الموضوع نهائيا ان شاء الله و عما قريب ...

ابتسام : أرجو ذلك ...لأني لا أريد أن أخسر رفيقة الصبا و لن أسمح لها بتدمير 

نفسها و مستقبلها ...

كريمة :ـ تبتسم ـ ....طيبة أنتِ...

ابتسام : ـ لا للرشوة بهذه العبارات ههههههههههه

كريمة : هيا لنتمشى في ملعب الحي نستنشق الهواء النقي ..

ابتسام : توكلنا على الله...

طبعا التغيير بات واضحا في بطلتنا و لم يعد لغزا يحير من يعرفونها قبل دخولها 

إلى الجامعة .

كانت من الأوائل في كل شيء ،، و اليوم تناضل من أجل النجاة من الرسوب ،،

هذه ببساطة هي حقيقة حب المرأة و الرجل خارج إطار الزوجية ،،، سراب ....،

و وهم بفردوس خادع ، كفى به سوءا أنه يفتن القلوب و يشغلها عن طاعة الله ،

يؤثر على القلب حتى يقتله ، و المصيبة أنكى إن أصاب الصالحين و العياذ بالله.





الأستاذ : عرض لا يعبر عن مستواك المعهود ...

كريمة : ـ مصدومة ـ أرجوك يا أستاذ لم يسعفني الوقت ...

الأستاذ : مبررات مضحكة ..كنا نحضر أكثر من هذا على ضوء الشموع 

و في الليالي الباردة ...

كريمة : و الآن ؟؟

الأستاذ : اعتبري تعليقي توبيخا و انذارا عن معدل قد لا يسرك ...

كريمة : ـ مصدومة تماما ـ أستاذ ..؟

خرج و تركها محرجة أمام زميلاتها ، لا تملك إلا الدموع ..

كريمة : دمرت نفسي ..دمرت نفسي ...ـ تبكي ـ 

ابتسام : ـ تهمس في اذنها ـ هيا من هنا لا تشمتي بك الأعداء ...

سوسن : هههههه لا تبكي يا صغيرتي هيا سأشتري لك حلوى ...

ابتسام : لا تشمت فاليوم لك و غدا عليك ِ 

سوسن : أشمت .... لا يا حبيبتي الضرب في الميت حرام ,,, هات لها 

حبيب القلب و ستسكت فورا ... 

كريمة : اسكتي رجاء ...

سوسن : نطقتِ العصفورة ..

ابتسام : سوسن رجاءا ارحلي لا نريد مشاكل ...

سوسن : هذا ما تتقنَّهُ ..التهديد و الوعيد يا ملائكة الجامعة ..

كريمة : اتق الله يا أخت و دعِ عنك الملائكة ..

سوسن : و لم لا تتيقن الله أنت ايضا و تكفي عن مقابلاتك الغرامية في مكتبة الكلية ؟؟

كريمة : ـ تبكي ـ

ابتسام : حسبي الله و نعم الوكيل عليكِ

ما هي الا دقائق حتى رن هاتف سوسن لينقد الموقف ...

سوسن : ـ تفتح المكالمة ـ حسنا بااااي يا ذوات الخمار هههههههههههه

كريمة : أعتذر عن هذا الموقف الذي وضعتك فيه أختي 

ابتسام : لا عليك أنت صديقتي الغالية....













خرجتا من المدرج تتمشيان و الصمت سيد الموقف ،،فكل واحدة لها همُُّ 

يثقل القلب ،، كريمة تفكر في الورطة التي قلبت حياتها رأسا على عقب ، 

و ابتسام تتذكر صورة أمها المريضة المنهكة من سنوات العمل في تعليم 

الاطفال حتى تأثرت قَدَماها اللتان تهويان بها في كل مرة إما داخل القسم 

أو في المطبخ ...،، و كيف لا وقد تحملت مسؤولية ثلاثة أطفال بعد وفاة 

أبيهم بوعكة صحية خطيرة ...

تخاطب نفسها في خاطرها : { أنت هنا للدراسة يا ابتسام فلا تتلكئي 

أو تتعثري في لحظة طيش ،،، لن أسمح لك أبدا يا ابتسام لن أسمح لك 

أبدا بخذلان الوالدة الحبيبة ...لابد أنها الان مريضة أو لعلها في القسم 

وسط شغب التلاميذ ...أمي الحبيبة ....}

و فجأة انهار جدار الصمت بصوت كريمة و هي تربت على كتف صديقتها ..

كريمة : أخوكِ يناديك ِ...

ابتسام : ـ انتبهت ـ منذ متى ؟؟ حسنا سأذهب ..

كريمة : في أمان الله ...

ابراهيم : ما بكِ يا فتاة ؟؟

ابتسام : لم أنتبه أخي اعذرني ..

ابراهيم : تفضلي الرصيد حتى تتصلي بأمي ،، أظن أنها متعبة بعض الشيء 

ابتسام : ما بها ..

ابراهيم : لا تخافي وعكة خفيفة في هذا البرد القارس ...

ابتسام : سأفعل أن شاء الله ..

ابراهيم : أخبري الأخت كريمة أننا اتصلنا بكمال و كان لنا معه نقاش طويل 

و سنقابله غدا ان شاء الله في حي الذكور الجامعي .

ابتسام : صحيح ؟؟

ابراهيم : الوضع خر عن السيطرة ..و لولا أننا نعرف الاخ كمال جيدا و نثق في 

أخلاق الاخت كريمة لكان لنا شأن آخر ...

ابتسام : هههه سلطة يا أخ البنات ...

ابراهيم : بل حرص المسلم على أخته المسلمة ...و سنتتبع الأمر حتى نغلق عليهما 

باب الزوجية معا ..

ابتسام : جزاك الله خيرا أخي الحبيب ..


ابراهيم : هيا اذهبي الان و في نهاية الاسبوع نذهب لزيارة أمنا ان شاء الله ...

ابتسام : سأقفز ..وييييي

ابراهيم : ليس هنا صغيرتي هههههههههه

ابتسام : سمعا و طاعة أبي الصغير 

ابراهيم أخ ابتسام الأكبر و جار كريمة في بلدتهما الأم ، شاب طيب و خلوق 

و في منتهى الحنية مع أخته الصغيرة التي لم ترى وجه أبيها الا في الصور ،

تدخل في الموضوع باعتبار الأخوة في الاسلام ، و حقوق الجار ، و عملا بوصية 

والد كريمة و إخوتها الذين وثقوا فيه ...

ما جديد اجتماعهما مع كمال ؟؟ هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة إن شاء الله.

يتبع إن شاء الله.



الثلاثاء، 27 يناير 2015

الفصل الاول



بدأت القصة حينما أُعجب طالب بهذه الفتاة التي كانت على جانب من الدين و الأخلاق 

و لا أبالغ إن قلت أنها كانت شامة بين رفيقاتها بسمتها الحسن و خصالها الطيبة ،

و مثلُها مطلب كل شاب ،لذلك قرر كمال أن يخطِبها و ذلك من خلال رسائل أو جلسات 

في المكتبة أمام الطلبة حتى لا يقعا في الخلوة التي حرمها النبي صلى الله عليه و سلم،

في هذه الاجتماعات ناقش كل منهما الآخر ـ رغم اننا ضد هذه الخطوة طبعا ـ و لكن هي 

لا تمثل ذرة مقارنة مع السوء الذي عليه باقي الطلبة و الطالبات في الجامعات بالمغرب

مع كامل الاسف ......و لا نعمم طبعا فلا يخلو بلدنا من الصالحين و لله الحمد.

و كأي فتاة في عمرها و أمام عرض شاب ملتزم و موظف ، وافقت و قبِلت إعطاءه  

مهلة سنة ليتقدم لها فيجتمعا في عش الزوجية السعيد .

غير أن السنة صارت ثنتين و الشاب يردد الأعذار تلو الأعذار ، و أختنا رفضت واحدا و اثنين 

من الخطاب لأنها أعطت وعدا و وعد الحر دين عليه.

كريمة : و عليكم السلام و رحمة الله..

كمال : أعتذر عن هذا الاتصال المفاجئ ..

كريمة : لا عليك ,,,رغم أنني خرجت من محاضرة مهمة ..

كمال : حسنا أريد أن أناقش معك أمرا مهما في الرسائل النصية بعد السادسة هل هذا ممكن ؟

كريمة : نعم إن شاء الله و أرجو ألا تتأخر كالعادة ، فعندي عرض مهم لألقيه بعد أسبوع.

كمال : أبشري إن شاء الله.

ابتسام : ـ تهمس ضاحكة ـ حبيب القلب 

كريمة : اتق الله ما هذا الكلام ..اششش لا نريد ملاحظات محرجة من الدكتور.

ابتسام : حسنا .

و ما هي إلا لحظات حتى انتهت المحاضرة و تفرق الطلبة في أروقة الكلية ،

ابتسام : ما الجديد هيا ؟؟؟

كريمة : رجاء لست بمزاج لأتحدث ...و خاصة عندما أتذكر العرض .

ايتسام : هونيها يا فتاة ..ثم ماذا ستفعلين بعد الزواج و تزايد المسؤوليات ؟؟

كريمة : و من قال إني سأتزوج !!!؟

ابتسام : ما الذي جرى ؟؟؟ هل تراجع كمال عن وعده ...؟؟

كريمة : لا و لكن في كل مرة يختلق عذرا ،، و أنا مللت من هذا الوضع ، و أمي 

في كل مرة تسمعني محاضرة و خصوصا عندما تقدم لي اثنان و رفضتهما .

ابتسام :ناقشيه بصرامة ...

كريمة : ههههه أي صرامة ،، و أنت تعلمين تماما أني لا أرفع بصري إليه..

ابتسام : فرق بين الصرامة و الحياء و غض البصر ..خيريه بين أن يستعجل في الأمر

أو يذهب كل لحاله.

كريمة : هذا ما عزمتُ عليه ان شاء الله ..

ابتسام : يكفي أنكما في خطأ كبير ..و لابد أن تنهوا هذه الحالة في أقرب وقت .

كريمة : ادعي لي يا أختي ..

ابتسام : أسأل الله أن يجمع القلوب على طاعته .

و في المساء و كما هو متفق عليه ، اتصل كمال بكريمة ،، و ما هي إلا دقائق حتى 

تحول الاتصال إلى عتاب و مشادة كلامية أنهاها كمال بغلق الاتصال...فجلست كريمة 

تبكي و هي تلوم نفسها و تتحسر على اللحظة التي سمحت فيها لقلبها بأن يتمرد 

عليها و يجرها لهذه العلاقة التي رغم أنها نظيفة على الأقل من العشق الجسدي 

فهي لا تخلو من الحرام مهما كان حال صاحبه من الصلاح و التقوى ..

غرقت في دموعها على سرير الحي الجامعي إلى أن أيقظتها رنة الهاتف مجددا .

كريمة : دعني و شأني رجاء لا أريد زواجا ...

كمال : لا تستعجلي و اسمعيني 

كريمة : سأقفل الخط ..

كمال : عندما أنهي كلامي أقفليه إن شئت ِ..

كريمة : تفضل ..

كمال : أنا بودي أن نتزوج اليوم قبل غد و لكن السبب الذي يعرقل الأمر هو رفض 

والدي للفكرة ... 

كريمة : ـ مصدومة ـ ماذا ؟؟

كمال : نعم كما تسمعين ...حاولت إخفاء الأمر لعلي أقنعه ، و لكن مع الأسف في 

كل مرة يزداد تصلبا في موقفه .

كريمة : مشكلة فعلا ...و ماذا عن موقف والدتك ؟

كمال : رأيُها لا يقدم و لا يؤخر في الموضوع شيئا ......

كريمة : الله المستعان ..

كمال : أنا أحبك ..

كريمة : رجاء اصمت ..ألا يكفي أننا نعصي الله بهذه العلاقة ؟

كمال : و الله أريد الزواج و لا أريد منك إلا الحلال ....و أرجو الله أن يغفر لنا و يثبتنا 

على الأقل لسنا كبعضهم ...

كريمة : العلاقة علاقة ...و لا يجب أن نبرئ أنفسنا و نختلق الأعذار ...

كمال : حسنا لدي اقتراح للخروج من هذا المأزق إن شاء الله ، و الاقتراح يتطلب 

منك الشجاعة و الدعم و المؤازرة و .......... ........ انقطعت المكالمة .

كريمة : افففف انقطع الاتصال ...لابد أن التعبئة انتهت و هو بعيد عن المحلات التجارية ..

يجب أن أتدبر الأمر ...


خرجت مسرعة تبحث عن صديقتها الوحيدة لتنقدها من الموقف كالعادة .....

كريمة : ابتسام الحبيبة تعالي احتاجك ...

ابتسام : هههه الان فقط يا لئيمة ,, حسنا دعيني أنهي طعامي أولا 

كريمة : الأمر لا يحتمل ... رجاء أعيريني هاتفك .

ابتسام : فهمت اتصلَ بك و انتهت التعبئة كالعادة و انا يجب أن أعيرك 

رصيدي هيا تفضلي ، و لا أظن أن فيه ما يكفي ...

كريمة : اشششش ,,,,,,,,,,,, يا الله ,,,لا يوجد رصيد ..

ابتسام : انتظري لعلي أجد عند البنات ...

كريمة : لا طبعا ..سوف تفتحين علي دوامة تحقيق ...و لا أريد منهن سؤالا .

ابتسام : كما تريدين ,,,حسنا تفضلي كلي معي ...وجبة رائعة جدا رغم 

أن فضائحي في الطبخ لا تعد و لا تحصى ...

كريمة : لا أريد ...

ابتسام : الشهية مسدودة هههه ، لهذا نصحت من أول يوم أن تنسي الموضوع 

و تنتظري فارس الأحلام برَوِيَّة....

كريمة : و الله يا أختي ربنا ما حرم شيئا إلا و فيه خير كثير لنا ... لا أدري ما الذي 

جعلني أدخل هذه الدوامة .؟؟

ابتسام : كلي كلي سوف يبرد ..

كريمة : لا ..اتركي لي شيئا حتى إذا جعت أكلته..

ابتسام : من عيوني .. بشرط أن تطبخي أنت غدا ان شاء الله .

كريمة : تستغلين المواقف ....حاضر

انهمكت كريمة تحضر العرض رغم أن ذهنها شارد تماما مع آخر جملة قالها كمال 
تفكر و تخمن و تتوقع ، و لكن في النهاية استسلمت للنوم و تركت الأوراق مبعثرة 

فوق المكتب دون اكتراث..

ترى ماذا سيقترح عليها كمال ؟؟

و ما مصير هذه العلاقة العجيبة ؟؟

هذا سنراه في الحلقة المقبلة إن شاء الله ..

الخميس، 22 يناير 2015

#حكم_تايم


لا يستطيع أحدٌ ركوب ظهرك .. إلا إذا كنت منحنياً.


لا تطعن في ذوق زوجتك .. فقد اختارتك أولاً


لا تجادل الأحمق .. فقد يخطئ الناس في التفريق بينكما .


من جار على صباه .. جارَتْ عليه شيخوخته.


المال خادمٌ جيد .. لكنه سيدٌ فاسد .


تاج القيصر لا يمكن أن يحميه من الصداع


أن تكون فردًا في جماعة الأسود .. خير لك من أن تكون قائدًا للنعاج .


لو أنك لا تصادق إلا إنسانًا لا عيب فيه .. لما صادَقْتَ نفسك أبدًا .


اللسان الطويــــل .. دلالة على اليد القصيرة .


ليس شجاعًا ذلك الكلب الذي ينبح على جثة الأسد .


عظَمة عقلك تخلق لك الحساد .. وعظَمة قلبك تخلق لك الأصدقاء .


لا تنظر إلى صغر الخطيئة .. ولكن انظر إلى عظم من عصيت


ثلاثة أصناف من البشر لا يستطيعون فهم المرأة : الأطفال , والشبان ,
والشيوخ !


يقول الرجل في المرأة ما يريد .. لكن المرأة تفعل في الرجل ما تريد !


إذا قدرتَ على عدوك .. فاجعل العفو عنه شكرًا للقدرة عليه


يوم العدل على الظالم .. أشد من يوم الجور على المظلوم


من دعا لظالمٍ بالبقاء.. فقد أحب أن يُعصى الله .


دقيقة الألم ساعة.. وساعة اللذة دقيقة