خربشات وقصف جبهات: الفصل الثالث

الجمعة، 30 يناير 2015

الفصل الثالث


ابتسام : خبر بمليون دعوة ....

كريمة : خير ان شاء الله ...قولي ...

ابتسام : مستحيل ههههههههه

كريمة : حرام عليك اختي ..

ابتسام : حسنا اليوم دوري في الطبخ و اقتناء الخبز ,,,و تحضير الشاي ..

كريمة : فهمت يا طماعة ..اتركيها علي ...

ابتسام : ـ تتعاقل ـ لا لا أنا لست طماعة حبيبتي ، أنا فقط أستفيد من الخبر 

كريمة : ههههه هيا تكلمي .

ابتسام : أخبرني أخي أنه استدعى كمال ليناقشه في أم مهم ...

كريمة : يا إلاهي ؟؟؟ خيرا ان شاء الله 

ابتسام : أخي مثل أخيك ..و ليس غريبا أن ينوب عن أبيك و إخوتك في حمايتك 

و لا تنسي أننا جيران و أبناء بلدة واحدة ..و لابد أن يقيم لك شأنا عند هذا 

السيد كمال.

كريمة : ـ حزينة ـ ترى ماذا يقول عني أخوك و ما هي نظرة باقي الطلبة إلي ؟؟

ابتسام : في البداية انزعجَ منك بشدة و صمم على الاتصال بوالدك و لكن أقنعته 

بالتأني و البحث عن كمال و في محيطه لعله يظفر بما يطمئن ،، و الحمد 

أن فارسك ابن هذه المدينة ، لذلك سهُلت رحلة التحقيق و التفتيش على 

أخي و زملائه.

كريمة : و ما الجديد ؟؟

ابتسام : كمال موظف في القطاع الحكومي ..

كريمة : قديمة أعرفها ...

ابتسام : وحيد أمه و أبيه و أخته متزوجة في مدينة أخرى ...و لديهم بيت جميل 

و مستواهم الاقتصادي مستحسن يعني والده بخير و لله الحمد ماديا ،

كريمة : الحمد لله يعني ليس كاذبا ...

ابتسام : أبوه من النوع الذي لا يعيش إلا بفرض السلطة ...

كريمة : لا يعنيني هذا ....

ابتسام : أمه تزور عائلتها في العيدين فقط منذ أن تزوجت ،، يعني لا نزه و لا أسواق 

كريمة : سبحان الله ..بقايا الجيل القديم ...

ابتسام : هههههه أتخيلك كنة هذا الرجل ،، و أتخيله يخاطبك بجدية :

اللي يمشي على حماتك يمشي عليك ...

كريمة : يا لطيف سأموت عندها ...

ابتسام : على كل اعتبري ليلتنا هذه بيضاء في انتظار نتائج المقابلة..

كريمة : هههههه كرة قدم ...

ابتسام : و من قال ربما تحولت إلى مصارعة حرة ...

كريمة : ههههههههههههههههههه

ابتسام : الان تضحكين ..آآآآه منك 

كريمة :ـ بخجل ـ  هيا نعود إلى الحي ...

ابتسام : هيا ....

لكم أن تتخيلوا شعور كريمة طوال اليوم

في النهاية هي بشر 

و القلب سلطان و الحب بَهْدَلَة على قول المصريين ، لهذا قالت في نفسها :

{ الزواج حصن منيع ،عن الوقوع فيما يغضب الله ،يعني الواحد يحب حبيبه في 

ظل الشرع و ياخذ الأجر أيضا و النبي -صلى الله عليه وسلم- قال :

<< لم ير للمتحابين مثل النكاح>> 

صلى الله عليك يا سيدي يا رسول الله ، ما أرحمك بأمتك 

و ما هي إلا دقائق حتى غَفَت ، و رأت نفسها عروسا تزف إلى كمال في جو 

مفرح و بهيج وسط زغاريد أمها .....لكن سرعان ما انتهى الحلم عندما دخلت ابتسام 

و أغلقت الباب بقوة ..

كريمة : حرام عليك ...

ابتسام : ما بكِ ؟

كريمة : أيقظتني من حلم جميل ...لكن بصراحة لم يعجبني جلباب كمال 

ابتسام : بسم الله عليك أختي ... أي جلباب ...

كريمة : رأيتني عروسا و كمال شديد الفرح بزواجنا ...

ابتسام : يا فرحتي ,,, فتنك لهذه الدرجة ...هيا نأكل أنا جائعة ..

كريمة : بسم الله .

ابراهيم : هدوء يا شباب ....هدوء ...نحن نتناقش و لا نتحارب ...

كمال :منزعج ....سأغادر ....

ابراهيم : إلى أين ؟

كمال : أصدقاؤك يعاملونني بفظاظة ..

ابراهيم :صبرا حتى نتم الموضوع ان شاء الله ..

كمال : أتيتُ على أساس النقاش و ليس التحقيق و الاتهام ..

سعد : اجلس و تكلم بجدية ماذا تريد من الفتاة ..و لا تراوغ هكذا ...

كمال : حسنا أنا قلت ما عندي و بكل صدق ...

ابراهيم : أليس هناك حل آخر ؟؟

كمال : لا .

سعد : ألا ترى أنك تبالغ بخوفك هكذا من أبيك ؟؟ 

كمال :إنه أبي يا رجل !!! 

سعد : أنا أيضا عندي أب و احترمه و أقدره و لا أرفع كلمة فوق قراراته 

و لكن لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ...و أنت و لله الحمد 

تستطيع الباءة و كل الشروط متوفرة فيك ، فلماذا يحرمك والدك 

من الزواج ..؟

ابراهيم : على رسلك يا سعد ،،، يكفي أنه صادق فيما يقول ، و والده 

على خطأ و لكن في النهاية هو أبوه .

سعد : و الله لولا أني طالب و فقير لما تركتُها لك ....

كمال : ـ انقض على سعد ـ ماذا تقول يا هذا أليس من الوقاحة أن تقول هذا ؟؟

ابراهيم : ـ يتدخل ـ كفى يا شباب كفى ,, اتقوا الله ما هذا المستوى ؟؟!

سعد : لا تستحقها أبدا ..

كمال : سيكون لي كلام آخر معك إن شاء الله ...

سعد : أخفتني ..هيا أمسكوني سأموت من الخوف ...

ابراهيم : ـ بعصبية ـ سعد ...

سعد : ـ خرج ـ سأترك لكم هذا الحي .

ابراهيم : اعتذر يا كمال ..

كمال : متى ستذهب إلى بلدتك ؟؟

ابراهيم : في نهاية الاسبوع ان شاء الله .

كمال : حسنا أظنه الوقت المناسب لخطبتها ..و ستكون معي هل اتفقنا ؟

ابراهيم : و والدك ؟

كمال : سأضعه أمام الأمر الواقع ,, و لا أظنه يمنعني من الزواج بعد الخطبة 

لأنه رجل يحترم الوعود ...المهم ألا يرفضني والد كريمة .

ابراهيم : حسنا سأُمَهّد الامر مع إخوتها و والدها ، و أنت تتكلف بالباقي ..

كمال : إن شاء الله ....

ابراهيم : لكل منا أخت و ما لا نحبه لأخواتنا لا نرضاه كذلك لغير أخواتنا 

فكُن رجلا في المستوى ، و نهاية الاسبوع اختبار لك إن شاء الله .

كمال : ـ مد يده للمصافحة ـ على بركة الله.

أفلح سعد في الخطة تماما كما رسمها ابراهيم ، و عرفوا أن الغيرة 

ذراع كمال التي تؤلمه و منها أمسكوه ليعجل بالخطبة و بذلك ينتهي 

سيناريو مقابلات المكتبة و الرسائل النصية التي حتى إن برِئَت من

فعل الحرام فهي حرام ..

موقف ابراهيم و سعد و البقية ليس خيالا أو خرافة ، بل هو حقيقة 

ستظل كريمة تقدرها إلى يوم القيامة ، و كيف تنسى فضل مجموعة 

من الشباب جمعهم الدين و الحب في الله ، كرِهوا السكوت عن منكر 

دون النهي عنه بكل وسيلة ...

بل قاموا بدور الأب و الأخ و تقصوا عن أمر هذا الرجل الذي يريدها 

شريكة عمره ، و هذا ما يجب أن يفعله كل مسؤول عن رعيته ، 

بدل أن يرميها و كأنها عبئ ثقيل على كاهله ، يرتاح منه دون 

ما بحث أو سؤال 

كريمة : ـ فرحةـ الحمد لله,, الحمد لله ...

ابتسام : أبشري غاليتي لم يبق إلا أيام ..

كريمة : ماذا سأفعل الان ؟؟ هل أقولها لأمي ؟

ابتسام : طبعا ..حتى تستعد جيدا إن شاء الله ...

كريمة : جزاكم الله خيرا اختي جزاكم الله خيرا ، لن أنسى معروفكم ..

ابتسام : سامحك الله ..أي معروف أنت أختنا ,,,و المفروض أن كل مسلم

يكون حريص على أخوه المسلم و أخته المسلمة ،،الله تعالى يقول : 

< و تعاونوا على البر و التقوى و لا تعاونوا على الاثم و العدوان > 

كريمة : ـ تبكي و تحضن صديقتها ـ ......جزاكم الله خيرا .

ابتسام : اسمعيني الان , أولا يجب أن تستخيري الله في هذه الخطوة الكبيرة ، 

ثم تفكري مليا في شروطك و طلباتك حتى تكونا على بينة من أمركما 

و لا تتهما بعضكما بعد الزواج بالتفريط و كذا ....

كريمة : نعم أختي الحبيبة و هو كذلك إن شاء الله ...

ابتسام : أسأل الله أن يكتب لك ما فيه خير لكِ في دينك و دنياك ..

كريمة : اللهم آمين و أنت كذلك ...ـ قاطعتها ابتسام ـ 

ابتسام : ادعي لامي بالشفاء هذا ما اريده فقط أخيتي ..

كريمة : ـ باستغراب ـ إن شاء الله ما بك أختي ؟

ابتسام : قد تتركينني عما قريب ...

كريمة : لا سأشترط عليه السماح لي بإكمال الدراسة و نيل الاجازة بل و الدكتوراه 

إن شاء الله ...

ابتسام : ههههههه بشوية عليك ,,, لا تكثري أحلام و أوهام 

كريمة : هذا شرطي و إن أبى فلكل منا طريق ...و لكني متاكدة أنه سيقبل 

ان شاء الله ..

ابتسام : الله يكتب لك ما فيه خير ..

كريمة : بسومتي و أنت كيف هي مواصفات فارس أحلامك ؟؟

ابتسام : هههههه أنا هههههه لا أدري و لكن لابد أن يكون طويلا و ضخم الجثة

كريمة : و لماذا ؟؟

ابتسام : لا أدري و لا يهم فأنا أصلا لا أريد الزواج الان و لن أكرر خطأ أختي الكبرى 

كريمة : و هل الزواج خطأ ؟

ابتسام : لا و لكن هي تعجلت كثيرا حتى تركت أمنا لوحدها في البيت

و نحن مضطرون للدراسة طبعا ...كان بودي أن تنتظر تخرجنا و بعدها 

فلتتزوج ،، لكن لا أنكر أن زوجها طيب و يسمح لها بزيارة أمي يوميا 

خاصة أنهما سكنا بقربها .

كريمة : مهما طالت بك الأيام ستجدين نفسك ملكة على عرش بيتك 

ابتسام : ليس قبل أن نشتغل أنا و ابراهيم و نريح أمي من العمل إن شاء الله ..

كريمة : ألا يكفي ابراهيم ؟؟

ابتسام : ـ بحزن ـ عليه ضغط شديد ...مسؤول عني هنا ، و قلبه مع أمي في البلدة ، 

و طموحه شديد في الدراسة ... و يجب أن أكون سندا له 

كريمة : أعانه الله ..

ابتسام : أخي المسكين قطع على نفسه وعدا ألا يتزوج إلا بعد أن يُزَوجني 

و تجلس أمي في البيت لترتاح ...إنه فعلا أبي الصغير ،، عوضني عن حنان 

أبي رحمه الله ،،، و في كل مرة يدللني و يناديني : بسمتي ..

كريمة : أنا على عكسك إخوتي يعاملونني بقسوة ،، لكن على الأقل أبي يصدهم 

عني بعض الشيء ...

ابتسام : الأب نعمة يا صديقتي ..و يكفي أنه أوسط أبواب الجنة .. ـ دموع ـ رحمك الله يا أبي الحبيب..

كريمة : اللهم آمين ...تفضلي ـ كوب ماء ـ و لا تنسيه أبدا من دعواتك .

اابتسام : ـ تجفف دموعها ـ أجل ..هيا هيا يجب أن نفرح الآن ...و نتهيأ لزواجك 

إن شاء الله.

و هكذا يكون كمال قد بدأ فعلا في خطواته نحو الحلال ، فكيف سيكون استقبال 

أسرة كريمة له ؟ 

و كيف سيتعاملون مع رفض والده لمبدأ زواجه حتى سن 35 ؟

أحداث كثيرة بانتظارنا فكونوا بالقرب إن شاء الله.


يتبع إن شاء الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق