خربشات وقصف جبهات: الفصل الثاني

الأربعاء، 28 يناير 2015

الفصل الثاني




ابتسام : استيقظي يا عروس ههههه

كريمة : ـ تفرك عينيها و تتفوه ـ ماذا هناك ؟؟

ابتسام : لا شيء سوى أن الفجر يؤذن ...

كريمة : آه ..حسنا شكرا لك اختي الحبيبة ..

ابتسام : لا عليك .... هيا توضئي لنصلي معا ..

كريمة : إن شاء الله ...

صليتا و قرأتا ما تيسر من الذكر الحكيم , و ما إن أنهيتا حتى جلست ابتسام تحدق 

في كريمة ....

كريمة : مابك ؟

ابتسام : ما بك أنتِ ...؟ قبل أن نأتي إلى هذه المدينة كنت أستمتع و أنا أستمع 

إلى تجويدك للقرآن ,,, و الان ...

كريمة : يكفي رجاء ..سنحل الموضوع نهائيا ان شاء الله و عما قريب ...

ابتسام : أرجو ذلك ...لأني لا أريد أن أخسر رفيقة الصبا و لن أسمح لها بتدمير 

نفسها و مستقبلها ...

كريمة :ـ تبتسم ـ ....طيبة أنتِ...

ابتسام : ـ لا للرشوة بهذه العبارات ههههههههههه

كريمة : هيا لنتمشى في ملعب الحي نستنشق الهواء النقي ..

ابتسام : توكلنا على الله...

طبعا التغيير بات واضحا في بطلتنا و لم يعد لغزا يحير من يعرفونها قبل دخولها 

إلى الجامعة .

كانت من الأوائل في كل شيء ،، و اليوم تناضل من أجل النجاة من الرسوب ،،

هذه ببساطة هي حقيقة حب المرأة و الرجل خارج إطار الزوجية ،،، سراب ....،

و وهم بفردوس خادع ، كفى به سوءا أنه يفتن القلوب و يشغلها عن طاعة الله ،

يؤثر على القلب حتى يقتله ، و المصيبة أنكى إن أصاب الصالحين و العياذ بالله.





الأستاذ : عرض لا يعبر عن مستواك المعهود ...

كريمة : ـ مصدومة ـ أرجوك يا أستاذ لم يسعفني الوقت ...

الأستاذ : مبررات مضحكة ..كنا نحضر أكثر من هذا على ضوء الشموع 

و في الليالي الباردة ...

كريمة : و الآن ؟؟

الأستاذ : اعتبري تعليقي توبيخا و انذارا عن معدل قد لا يسرك ...

كريمة : ـ مصدومة تماما ـ أستاذ ..؟

خرج و تركها محرجة أمام زميلاتها ، لا تملك إلا الدموع ..

كريمة : دمرت نفسي ..دمرت نفسي ...ـ تبكي ـ 

ابتسام : ـ تهمس في اذنها ـ هيا من هنا لا تشمتي بك الأعداء ...

سوسن : هههههه لا تبكي يا صغيرتي هيا سأشتري لك حلوى ...

ابتسام : لا تشمت فاليوم لك و غدا عليك ِ 

سوسن : أشمت .... لا يا حبيبتي الضرب في الميت حرام ,,, هات لها 

حبيب القلب و ستسكت فورا ... 

كريمة : اسكتي رجاء ...

سوسن : نطقتِ العصفورة ..

ابتسام : سوسن رجاءا ارحلي لا نريد مشاكل ...

سوسن : هذا ما تتقنَّهُ ..التهديد و الوعيد يا ملائكة الجامعة ..

كريمة : اتق الله يا أخت و دعِ عنك الملائكة ..

سوسن : و لم لا تتيقن الله أنت ايضا و تكفي عن مقابلاتك الغرامية في مكتبة الكلية ؟؟

كريمة : ـ تبكي ـ

ابتسام : حسبي الله و نعم الوكيل عليكِ

ما هي الا دقائق حتى رن هاتف سوسن لينقد الموقف ...

سوسن : ـ تفتح المكالمة ـ حسنا بااااي يا ذوات الخمار هههههههههههه

كريمة : أعتذر عن هذا الموقف الذي وضعتك فيه أختي 

ابتسام : لا عليك أنت صديقتي الغالية....













خرجتا من المدرج تتمشيان و الصمت سيد الموقف ،،فكل واحدة لها همُُّ 

يثقل القلب ،، كريمة تفكر في الورطة التي قلبت حياتها رأسا على عقب ، 

و ابتسام تتذكر صورة أمها المريضة المنهكة من سنوات العمل في تعليم 

الاطفال حتى تأثرت قَدَماها اللتان تهويان بها في كل مرة إما داخل القسم 

أو في المطبخ ...،، و كيف لا وقد تحملت مسؤولية ثلاثة أطفال بعد وفاة 

أبيهم بوعكة صحية خطيرة ...

تخاطب نفسها في خاطرها : { أنت هنا للدراسة يا ابتسام فلا تتلكئي 

أو تتعثري في لحظة طيش ،،، لن أسمح لك أبدا يا ابتسام لن أسمح لك 

أبدا بخذلان الوالدة الحبيبة ...لابد أنها الان مريضة أو لعلها في القسم 

وسط شغب التلاميذ ...أمي الحبيبة ....}

و فجأة انهار جدار الصمت بصوت كريمة و هي تربت على كتف صديقتها ..

كريمة : أخوكِ يناديك ِ...

ابتسام : ـ انتبهت ـ منذ متى ؟؟ حسنا سأذهب ..

كريمة : في أمان الله ...

ابراهيم : ما بكِ يا فتاة ؟؟

ابتسام : لم أنتبه أخي اعذرني ..

ابراهيم : تفضلي الرصيد حتى تتصلي بأمي ،، أظن أنها متعبة بعض الشيء 

ابتسام : ما بها ..

ابراهيم : لا تخافي وعكة خفيفة في هذا البرد القارس ...

ابتسام : سأفعل أن شاء الله ..

ابراهيم : أخبري الأخت كريمة أننا اتصلنا بكمال و كان لنا معه نقاش طويل 

و سنقابله غدا ان شاء الله في حي الذكور الجامعي .

ابتسام : صحيح ؟؟

ابراهيم : الوضع خر عن السيطرة ..و لولا أننا نعرف الاخ كمال جيدا و نثق في 

أخلاق الاخت كريمة لكان لنا شأن آخر ...

ابتسام : هههه سلطة يا أخ البنات ...

ابراهيم : بل حرص المسلم على أخته المسلمة ...و سنتتبع الأمر حتى نغلق عليهما 

باب الزوجية معا ..

ابتسام : جزاك الله خيرا أخي الحبيب ..


ابراهيم : هيا اذهبي الان و في نهاية الاسبوع نذهب لزيارة أمنا ان شاء الله ...

ابتسام : سأقفز ..وييييي

ابراهيم : ليس هنا صغيرتي هههههههههه

ابتسام : سمعا و طاعة أبي الصغير 

ابراهيم أخ ابتسام الأكبر و جار كريمة في بلدتهما الأم ، شاب طيب و خلوق 

و في منتهى الحنية مع أخته الصغيرة التي لم ترى وجه أبيها الا في الصور ،

تدخل في الموضوع باعتبار الأخوة في الاسلام ، و حقوق الجار ، و عملا بوصية 

والد كريمة و إخوتها الذين وثقوا فيه ...

ما جديد اجتماعهما مع كمال ؟؟ هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة إن شاء الله.

يتبع إن شاء الله.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق