بدأت القصة حينما أُعجب طالب بهذه الفتاة التي كانت على جانب من الدين و الأخلاق
و لا أبالغ إن قلت أنها كانت شامة بين رفيقاتها بسمتها الحسن و خصالها الطيبة ،
و مثلُها مطلب كل شاب ،لذلك قرر كمال أن يخطِبها و ذلك من خلال رسائل أو جلسات
في المكتبة أمام الطلبة حتى لا يقعا في الخلوة التي حرمها النبي صلى الله عليه و سلم،
في هذه الاجتماعات ناقش كل منهما الآخر ـ رغم اننا ضد هذه الخطوة طبعا ـ و لكن هي
لا تمثل ذرة مقارنة مع السوء الذي عليه باقي الطلبة و الطالبات في الجامعات بالمغرب
مع كامل الاسف ......و لا نعمم طبعا فلا يخلو بلدنا من الصالحين و لله الحمد.
و كأي فتاة في عمرها و أمام عرض شاب ملتزم و موظف ، وافقت و قبِلت إعطاءه
مهلة سنة ليتقدم لها فيجتمعا في عش الزوجية السعيد .
غير أن السنة صارت ثنتين و الشاب يردد الأعذار تلو الأعذار ، و أختنا رفضت واحدا و اثنين
من الخطاب لأنها أعطت وعدا و وعد الحر دين عليه.
كريمة : و عليكم السلام و رحمة الله..
كمال : أعتذر عن هذا الاتصال المفاجئ ..
كريمة : لا عليك ,,,رغم أنني خرجت من محاضرة مهمة ..
كمال : حسنا أريد أن أناقش معك أمرا مهما في الرسائل النصية بعد السادسة هل هذا ممكن ؟
كريمة : نعم إن شاء الله و أرجو ألا تتأخر كالعادة ، فعندي عرض مهم لألقيه بعد أسبوع.
كمال : أبشري إن شاء الله.
ابتسام : ـ تهمس ضاحكة ـ حبيب القلب
كريمة : اتق الله ما هذا الكلام ..اششش لا نريد ملاحظات محرجة من الدكتور.
ابتسام : حسنا .
و ما هي إلا لحظات حتى انتهت المحاضرة و تفرق الطلبة في أروقة الكلية ،
ابتسام : ما الجديد هيا ؟؟؟
كريمة : رجاء لست بمزاج لأتحدث ...و خاصة عندما أتذكر العرض .
ايتسام : هونيها يا فتاة ..ثم ماذا ستفعلين بعد الزواج و تزايد المسؤوليات ؟؟
كريمة : و من قال إني سأتزوج !!!؟
ابتسام : ما الذي جرى ؟؟؟ هل تراجع كمال عن وعده ...؟؟
كريمة : لا و لكن في كل مرة يختلق عذرا ،، و أنا مللت من هذا الوضع ، و أمي
في كل مرة تسمعني محاضرة و خصوصا عندما تقدم لي اثنان و رفضتهما .
ابتسام :ناقشيه بصرامة ...
كريمة : ههههه أي صرامة ،، و أنت تعلمين تماما أني لا أرفع بصري إليه..
ابتسام : فرق بين الصرامة و الحياء و غض البصر ..خيريه بين أن يستعجل في الأمر
أو يذهب كل لحاله.
كريمة : هذا ما عزمتُ عليه ان شاء الله ..
ابتسام : يكفي أنكما في خطأ كبير ..و لابد أن تنهوا هذه الحالة في أقرب وقت .
كريمة : ادعي لي يا أختي ..
ابتسام : أسأل الله أن يجمع القلوب على طاعته .
و في المساء و كما هو متفق عليه ، اتصل كمال بكريمة ،، و ما هي إلا دقائق حتى
تحول الاتصال إلى عتاب و مشادة كلامية أنهاها كمال بغلق الاتصال...فجلست كريمة
تبكي و هي تلوم نفسها و تتحسر على اللحظة التي سمحت فيها لقلبها بأن يتمرد
عليها و يجرها لهذه العلاقة التي رغم أنها نظيفة على الأقل من العشق الجسدي
فهي لا تخلو من الحرام مهما كان حال صاحبه من الصلاح و التقوى ..
غرقت في دموعها على سرير الحي الجامعي إلى أن أيقظتها رنة الهاتف مجددا .
كريمة : دعني و شأني رجاء لا أريد زواجا ...
كمال : لا تستعجلي و اسمعيني
كريمة : سأقفل الخط ..
كمال : عندما أنهي كلامي أقفليه إن شئت ِ..
كريمة : تفضل ..
كمال : أنا بودي أن نتزوج اليوم قبل غد و لكن السبب الذي يعرقل الأمر هو رفض
والدي للفكرة ...
كريمة : ـ مصدومة ـ ماذا ؟؟
كمال : نعم كما تسمعين ...حاولت إخفاء الأمر لعلي أقنعه ، و لكن مع الأسف في
كل مرة يزداد تصلبا في موقفه .
كريمة : مشكلة فعلا ...و ماذا عن موقف والدتك ؟
كمال : رأيُها لا يقدم و لا يؤخر في الموضوع شيئا ......
كريمة : الله المستعان ..
كمال : أنا أحبك ..
كريمة : رجاء اصمت ..ألا يكفي أننا نعصي الله بهذه العلاقة ؟
كمال : و الله أريد الزواج و لا أريد منك إلا الحلال ....و أرجو الله أن يغفر لنا و يثبتنا
على الأقل لسنا كبعضهم ...
كريمة : العلاقة علاقة ...و لا يجب أن نبرئ أنفسنا و نختلق الأعذار ...
كمال : حسنا لدي اقتراح للخروج من هذا المأزق إن شاء الله ، و الاقتراح يتطلب
منك الشجاعة و الدعم و المؤازرة و .......... ........ انقطعت المكالمة .
كريمة : افففف انقطع الاتصال ...لابد أن التعبئة انتهت و هو بعيد عن المحلات التجارية ..
يجب أن أتدبر الأمر ...
خرجت مسرعة تبحث عن صديقتها الوحيدة لتنقدها من الموقف كالعادة .....
كريمة : ابتسام الحبيبة تعالي احتاجك ...
ابتسام : هههه الان فقط يا لئيمة ,, حسنا دعيني أنهي طعامي أولا
كريمة : الأمر لا يحتمل ... رجاء أعيريني هاتفك .
ابتسام : فهمت اتصلَ بك و انتهت التعبئة كالعادة و انا يجب أن أعيرك
رصيدي هيا تفضلي ، و لا أظن أن فيه ما يكفي ...
كريمة : اشششش ,,,,,,,,,,,, يا الله ,,,لا يوجد رصيد ..
ابتسام : انتظري لعلي أجد عند البنات ...
كريمة : لا طبعا ..سوف تفتحين علي دوامة تحقيق ...و لا أريد منهن سؤالا .
ابتسام : كما تريدين ,,,حسنا تفضلي كلي معي ...وجبة رائعة جدا رغم
أن فضائحي في الطبخ لا تعد و لا تحصى ...
كريمة : لا أريد ...
ابتسام : الشهية مسدودة هههه ، لهذا نصحت من أول يوم أن تنسي الموضوع
و تنتظري فارس الأحلام برَوِيَّة....
كريمة : و الله يا أختي ربنا ما حرم شيئا إلا و فيه خير كثير لنا ... لا أدري ما الذي
جعلني أدخل هذه الدوامة .؟؟
ابتسام : كلي كلي سوف يبرد ..
كريمة : لا ..اتركي لي شيئا حتى إذا جعت أكلته..
ابتسام : من عيوني .. بشرط أن تطبخي أنت غدا ان شاء الله .
كريمة : تستغلين المواقف ....حاضر
انهمكت كريمة تحضر العرض رغم أن ذهنها شارد تماما مع آخر جملة قالها كمال
تفكر و تخمن و تتوقع ، و لكن في النهاية استسلمت للنوم و تركت الأوراق مبعثرة
فوق المكتب دون اكتراث..
ترى ماذا سيقترح عليها كمال ؟؟
و ما مصير هذه العلاقة العجيبة ؟؟
هذا سنراه في الحلقة المقبلة إن شاء الله ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق