خربشات وقصف جبهات: الفصل الاول

الثلاثاء، 27 يناير 2015

الفصل الاول



بدأت القصة حينما أُعجب طالب بهذه الفتاة التي كانت على جانب من الدين و الأخلاق 

و لا أبالغ إن قلت أنها كانت شامة بين رفيقاتها بسمتها الحسن و خصالها الطيبة ،

و مثلُها مطلب كل شاب ،لذلك قرر كمال أن يخطِبها و ذلك من خلال رسائل أو جلسات 

في المكتبة أمام الطلبة حتى لا يقعا في الخلوة التي حرمها النبي صلى الله عليه و سلم،

في هذه الاجتماعات ناقش كل منهما الآخر ـ رغم اننا ضد هذه الخطوة طبعا ـ و لكن هي 

لا تمثل ذرة مقارنة مع السوء الذي عليه باقي الطلبة و الطالبات في الجامعات بالمغرب

مع كامل الاسف ......و لا نعمم طبعا فلا يخلو بلدنا من الصالحين و لله الحمد.

و كأي فتاة في عمرها و أمام عرض شاب ملتزم و موظف ، وافقت و قبِلت إعطاءه  

مهلة سنة ليتقدم لها فيجتمعا في عش الزوجية السعيد .

غير أن السنة صارت ثنتين و الشاب يردد الأعذار تلو الأعذار ، و أختنا رفضت واحدا و اثنين 

من الخطاب لأنها أعطت وعدا و وعد الحر دين عليه.

كريمة : و عليكم السلام و رحمة الله..

كمال : أعتذر عن هذا الاتصال المفاجئ ..

كريمة : لا عليك ,,,رغم أنني خرجت من محاضرة مهمة ..

كمال : حسنا أريد أن أناقش معك أمرا مهما في الرسائل النصية بعد السادسة هل هذا ممكن ؟

كريمة : نعم إن شاء الله و أرجو ألا تتأخر كالعادة ، فعندي عرض مهم لألقيه بعد أسبوع.

كمال : أبشري إن شاء الله.

ابتسام : ـ تهمس ضاحكة ـ حبيب القلب 

كريمة : اتق الله ما هذا الكلام ..اششش لا نريد ملاحظات محرجة من الدكتور.

ابتسام : حسنا .

و ما هي إلا لحظات حتى انتهت المحاضرة و تفرق الطلبة في أروقة الكلية ،

ابتسام : ما الجديد هيا ؟؟؟

كريمة : رجاء لست بمزاج لأتحدث ...و خاصة عندما أتذكر العرض .

ايتسام : هونيها يا فتاة ..ثم ماذا ستفعلين بعد الزواج و تزايد المسؤوليات ؟؟

كريمة : و من قال إني سأتزوج !!!؟

ابتسام : ما الذي جرى ؟؟؟ هل تراجع كمال عن وعده ...؟؟

كريمة : لا و لكن في كل مرة يختلق عذرا ،، و أنا مللت من هذا الوضع ، و أمي 

في كل مرة تسمعني محاضرة و خصوصا عندما تقدم لي اثنان و رفضتهما .

ابتسام :ناقشيه بصرامة ...

كريمة : ههههه أي صرامة ،، و أنت تعلمين تماما أني لا أرفع بصري إليه..

ابتسام : فرق بين الصرامة و الحياء و غض البصر ..خيريه بين أن يستعجل في الأمر

أو يذهب كل لحاله.

كريمة : هذا ما عزمتُ عليه ان شاء الله ..

ابتسام : يكفي أنكما في خطأ كبير ..و لابد أن تنهوا هذه الحالة في أقرب وقت .

كريمة : ادعي لي يا أختي ..

ابتسام : أسأل الله أن يجمع القلوب على طاعته .

و في المساء و كما هو متفق عليه ، اتصل كمال بكريمة ،، و ما هي إلا دقائق حتى 

تحول الاتصال إلى عتاب و مشادة كلامية أنهاها كمال بغلق الاتصال...فجلست كريمة 

تبكي و هي تلوم نفسها و تتحسر على اللحظة التي سمحت فيها لقلبها بأن يتمرد 

عليها و يجرها لهذه العلاقة التي رغم أنها نظيفة على الأقل من العشق الجسدي 

فهي لا تخلو من الحرام مهما كان حال صاحبه من الصلاح و التقوى ..

غرقت في دموعها على سرير الحي الجامعي إلى أن أيقظتها رنة الهاتف مجددا .

كريمة : دعني و شأني رجاء لا أريد زواجا ...

كمال : لا تستعجلي و اسمعيني 

كريمة : سأقفل الخط ..

كمال : عندما أنهي كلامي أقفليه إن شئت ِ..

كريمة : تفضل ..

كمال : أنا بودي أن نتزوج اليوم قبل غد و لكن السبب الذي يعرقل الأمر هو رفض 

والدي للفكرة ... 

كريمة : ـ مصدومة ـ ماذا ؟؟

كمال : نعم كما تسمعين ...حاولت إخفاء الأمر لعلي أقنعه ، و لكن مع الأسف في 

كل مرة يزداد تصلبا في موقفه .

كريمة : مشكلة فعلا ...و ماذا عن موقف والدتك ؟

كمال : رأيُها لا يقدم و لا يؤخر في الموضوع شيئا ......

كريمة : الله المستعان ..

كمال : أنا أحبك ..

كريمة : رجاء اصمت ..ألا يكفي أننا نعصي الله بهذه العلاقة ؟

كمال : و الله أريد الزواج و لا أريد منك إلا الحلال ....و أرجو الله أن يغفر لنا و يثبتنا 

على الأقل لسنا كبعضهم ...

كريمة : العلاقة علاقة ...و لا يجب أن نبرئ أنفسنا و نختلق الأعذار ...

كمال : حسنا لدي اقتراح للخروج من هذا المأزق إن شاء الله ، و الاقتراح يتطلب 

منك الشجاعة و الدعم و المؤازرة و .......... ........ انقطعت المكالمة .

كريمة : افففف انقطع الاتصال ...لابد أن التعبئة انتهت و هو بعيد عن المحلات التجارية ..

يجب أن أتدبر الأمر ...


خرجت مسرعة تبحث عن صديقتها الوحيدة لتنقدها من الموقف كالعادة .....

كريمة : ابتسام الحبيبة تعالي احتاجك ...

ابتسام : هههه الان فقط يا لئيمة ,, حسنا دعيني أنهي طعامي أولا 

كريمة : الأمر لا يحتمل ... رجاء أعيريني هاتفك .

ابتسام : فهمت اتصلَ بك و انتهت التعبئة كالعادة و انا يجب أن أعيرك 

رصيدي هيا تفضلي ، و لا أظن أن فيه ما يكفي ...

كريمة : اشششش ,,,,,,,,,,,, يا الله ,,,لا يوجد رصيد ..

ابتسام : انتظري لعلي أجد عند البنات ...

كريمة : لا طبعا ..سوف تفتحين علي دوامة تحقيق ...و لا أريد منهن سؤالا .

ابتسام : كما تريدين ,,,حسنا تفضلي كلي معي ...وجبة رائعة جدا رغم 

أن فضائحي في الطبخ لا تعد و لا تحصى ...

كريمة : لا أريد ...

ابتسام : الشهية مسدودة هههه ، لهذا نصحت من أول يوم أن تنسي الموضوع 

و تنتظري فارس الأحلام برَوِيَّة....

كريمة : و الله يا أختي ربنا ما حرم شيئا إلا و فيه خير كثير لنا ... لا أدري ما الذي 

جعلني أدخل هذه الدوامة .؟؟

ابتسام : كلي كلي سوف يبرد ..

كريمة : لا ..اتركي لي شيئا حتى إذا جعت أكلته..

ابتسام : من عيوني .. بشرط أن تطبخي أنت غدا ان شاء الله .

كريمة : تستغلين المواقف ....حاضر

انهمكت كريمة تحضر العرض رغم أن ذهنها شارد تماما مع آخر جملة قالها كمال 
تفكر و تخمن و تتوقع ، و لكن في النهاية استسلمت للنوم و تركت الأوراق مبعثرة 

فوق المكتب دون اكتراث..

ترى ماذا سيقترح عليها كمال ؟؟

و ما مصير هذه العلاقة العجيبة ؟؟

هذا سنراه في الحلقة المقبلة إن شاء الله ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق